ابنة عربية
عندما تنحني سنابل القمح معلنة قدوم الصيف،تنحني معها
مشاعري،بكل أسى و حسرة لتودع الربيع،لانه الشيء الوحيد الذي يشعرنا انه
هناك امل في أن يرفع الظلم عنا يوما ما.
نحن هنا ببلاد،لا اجد لها
اسما...و لا اعرف فيها شعبا،ان رمقنا يوما ما زهرة يانعة مليئة بالحياة
نراها غدا ذابلة وسط حطام البيوت،و ردام الاكواخ،بينما نرى كل يوم،و طيلة
العام،اشواكا شامخة امام حطام القلوب و ردام النفوس،ان دستها تؤذيك و تريق
دمائك،و ان تركتها ترعبك نظراتها كلما اتصلت عيناك بها.
و هكذا تتوالى
احداث قصتنا و لم يقرأها احد،و هكذا تصبب دموعنا و لا يلتفت اليها نظر،و
هكذا تتمزق قلوب امهات على فلذات اكبادهن،و هكذا تحترق مشاعر ابرياء
اصبحوا يتامى في مبدأ حياتهم،و هكذا يصبح ثوب عروسنا الابيض كفنا لزوجها،و
تصبح بدلة العريس السوداء ثوب حزن لعروس ارملة في ليلة عرسها،و هكذا
يحولون اعراسنا الى ماتم،و فرحاتنا الى مواجع،هكذا تداس كرامة العربي في
عقر داره،و هكذا يسرق شرف المسلمة امام عيون ائمتنا.
هل يرغب احدكم ان
يعرف من اكون؟لكم ذلك،انا صفحة في رواية عنوانها الحزن،و احداثها القسوة و
الهجران،الظلم و الياس،و التشائم الذي لا يتخلله امل.
و هل ياخذكم
السؤال من اين اتيت؟..انا قادمة من ساحات القتال،و واحات العراك،بلادي
رسمت حدودها بسلاك مكهربة،بلادي اسمها المدمرة لا المستعمرة.
و لربما
تتسائلون من هم اهلي،اهلي هم غزلان قدر لهم العيش بين الذئاب،كانت الغابة
غابتهم،و كان الملك ملكهم،و كان الامر امرهم،و كان النهي نهيهم،لكنهم ذات
يوم اختلفوا،فتخلل صفوفهم قطعان الذئاب،فاستولت على ملكهم،و تربعت على
كرسي عرشهم..
بقلمي انا
اتمنى ان تنال اعجابكم
