النخلة
.........
هي اول شجرة استقرت على وجه الارض ,وهي شجرة مباركة لا توجد إلا في الأماكن الحارة
قال أبي عبد الله (ع)استوصوا بعمتكم النخلة خيرا فإنها
خلقت من طينة أدم ألا ترون أنه ليس شئ من الشجرة يلقح
غيرها
وهي تشبه الإنسان من حيث استقامة قدها وطولها,وامتياز ذكرها من بين الإناث واختصاصها باللقاح ,ورائحة طلعها كرائحة المني ,ولطعها غلاف كالمشيمة التي يكون الولد فيها ,ولو قطع رأسها ماتت ,ولو أصاب جمارها أفة هلكت ,والجمار من النخلة كالمخ من الإنسان ,وعليها الليف كالشعر في الإنسان ,واذا تقاربت ذكورها وإناثها حملت حملا كثيرا لأنها تستأنس بالمجاورة ,و إذا كانت ذكورها بين إناثها ألقحتها بالريح ,وربما قطع الفها من الذكور فلا تحمل لفراقه,وإذا دام شربها للماء العذب تغيرت ,وإذا طرح الملح في اصولها حسن ثمرها
ويعرض لها أمراض مثل أمراض الإنسان :منها الغم ,وعلاجه أن يقطع من أسفلها قدر ذراعين ثم تخلل بالحديد
والعشق :وهو أن تميل شجرة إلى أخرى فيخف حملها وتهزل ,وعلاجها أن يشد بينها وبين معشوقها الذي مالت إليه بحبل أو يعلق عليها سعفة منه ,أو يجعل فيها من طلعه
ومن أمراضها منع الحمل ,وعلاجه أن تأخذ فأسا وتدنو منها وتقول لرجل معك :أنا أريد أن أقطع هذه النخلة لأنها منعت الحمل ,فيقول الرجل لك :لا تفعل فإنها تحمل في هذه السنة فتقول :لا بد من قطعها ,وتضربها ثلاث ضربات بظهر الفأس ,فيمسكها الرجل الذي معك ويقول :بالله لا تفعل فإنها تثمر في هذه السنة فاصبر عليها ولا تعجل ,وإن لم تثمر فاقطعها ,فتثمر في تلك السنةوتحمل حملا طائلا
ومن امراضها سقوط الثمرة بعد الحمل ,وعلاجه أن يتخذ لها منطقة من الأسرب وهو الرصاص فتطوق به فلا تسقط بعدها ,أو يتخذ لها أوتادا من خشب البلوط ويدفنها حولها في الارض ,ومن عجيب أمرها أنك إذا أخذت نوى تمر من نخلة واحدة وزرعت منها ألف نخلة ,جائت كل نخلة منها لا تشبه الأخرى
ومن مراتب ثمره التمر وهو حار يابس يقطع السعال المزمن وأوجاع الصدر ,و يستأصل شأفة البلغم خصوصا إذا أكل على الريق ,ويغذي كثيرا و يولد الدم القوي ويصلح أوجاع الظهر وإذا أكل على الريق قتل الدود الذي في المعدة ,ويقوي الكلى المهزولة ...